تفسير ابن كثر - سوره زمر

إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) (زمر)

هَذِهِ الْآيَة مِنْ الْآيَات الَّتِي اِسْتَشْهَدَ بِهَا الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عِنْد مَوْت الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَحَقَّقَ النَّاس مَوْته مَعَ قَوْله عَزَّ وَجَلَّ " وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْله الرُّسُل أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّه شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّه الشَّاكِرِينَ " وَمَعْنَى هَذِهِ الْآيَة أَنَّكُمْ سَتُنْقَلُونَ مِنْ هَذِهِ الدَّار لَا مَحَالَة وَسَتَجْتَمِعُونَ عِنْد اللَّه تَعَالَى فِي الدَّار الْآخِرَة وَتَخْتَصِمُونَ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ فِي الدُّنْيَا مِنْ التَّوْحِيد وَالشِّرْك بَيْن يَدَيْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَيَفْصِل بَيْنكُمْ وَيَفْتَح بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاح الْعَلِيم فَيُنَجِّي الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْلَصِينَ الْمُوَحِّدِينَ وَيُعَذِّب الْكَافِرِينَ الْجَاحِدِينَ الْمُشْرِكِينَ الْمُكَذِّبِينَ ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْآيَة وَإِنْ كَانَ سِيَاقهَا فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ وَذِكْر الْخُصُومَة بَيْنهمْ فِي الدَّار الْآخِرَة فَإِنَّهَا شَامِلَة لِكُلِّ مُتَنَازِعَيْنِ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ تُعَاد عَلَيْهِمْ الْخُصُومَة فِي الدَّار الْآخِرَة .

تاريخ الحفظ : 14/8/2025 10:58:34
المصدر : http://www.quran.ptools.ir/t-39-1-30.html